ما أردناه من إيراد هذه الأمثلة لمفاتيح الكلام الإسهام في تعزيز ما نسميه ملكة وعي مفاتيح الكلام. ومن الملكات التي ستتفرع عن ملكة الوعي بمفاتيح الكلام “ملكة التدقيق في التعبير”. فمنذ أن عرف الإنسان الكلام وهو يسعى قدْرَ مُستطاعه إلى تحقيق الموافقة بين اللفظ الذي ينطقه لسانه والمعنى الذي يريده جنانهُ. وعندما يحصل الخلل يكثر استخدام كلمات تقود إلى معان غير المعاني التي يريدها المتحدث. لكن المثير أيضاً أن الخلل لا يقتصر على استخدام المفردات والكلمات بل يطال استخدام الأساليب والتراكيب الكلامية فيصير البعض إلى استخدام أساليبً وتراكيب مُعْتورَة مُشَوهة. وعندما يَطغى التَّشْوّهُ التعبيري يبدأ بعض أصحاب التعبير المشوه في التواضع على إعطاء دلالات خاطئة لكلمات وعبارات مُعينة. وأحيانا يكون المرءٌ منهم في شك إن كانوا قد اتفقوا فعلاً على الدلالة الخاطئة أم أنهم منها في اختلاف مقيم. من ثم فقد يُعَدٌ هذا العدد من العبارات المفتاحية الذي طويت عليه دَفتا هذه الموسوعة زاداً صالحاً للمتحدثين الراغبين في الارتقاء ببيانهم، وقد يُعَدُ قائداً في حد ذاته إلى مزيد من توخى الدقة في اختيار الكلم.