أبو العباس الونشريسي هو العلامة المشارك، الفقيه المحصِّل، المصنِّف الأبرع، حامل لواء المذهب المالكي في عصره، أبو العباس أحمد بن يحيى بن محمد بن عبد الواحد بن علي الونشريسي، التلمساني المنشأ والأصل، الفاسي المنزل والمدفن. أخذ عن خيرة علماء بلده تلمسان، منهم الإمام أبو الفضل قاسم بن سعيد العُقباني (ت854هـ)، وولده القاضي أبو سالم إبراهيم بن قاسم (ت880هـ)، وحفيده الإمام الرحالة محمد بن أحمد بن قاسم (ت871هـ)، والإمام شيخ المفسرين والنحاة أبو عبد الله محمد بن العباس الشهير بابن العباس(ت871هـ)، والحافظ المحصِّل أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عيسى بن الجلاب(ت875هـ)، والعالم المشارك، المؤلف النّظّام أبو العباس أحمد بن زكري (ت899هـ)، والعالم الخطيب الصالح أبو عبد الله محمد بن محمد ابن مرزوق الكفيف (ت910هـ)؛ أخذ عنه مرويات سلفه الإمام الجد والوالد والحفيد، وغيرهم. وعلى إثر المحنة التي تعرض لها ببلده تلمسان بانتهاب داره من جهة السلطان، فَرَّ أبو العباس هاربا إلى فاس، وكان ذلك في أول المحرم من سنة (874هـ)- وكان حينها ناهز الأربعين من عمره- فاستوطنها، وعلى جلالة قدره كان يحضر مجالس قاضي الجماعة بها أبي عبد الله محمد بن عبد الله اليفرني المكناسي (ت917هـ).