درت رواية ذاكرة الرحيل للروائي الحائز على جائزة نوبل للآداب ٢٠٢١ عبد الرزاق قرنح بترجمتها العربية عن دار أثر من خلال مشروع ترجمة أعمال قرنح الأهم ضمن مجموعة روايات مترجمة متميزة.
نبذة كتاب ذاكرة الرحيل
ضمنَ نثرٍ مُقتَصِدٍ ولكنه حيّ وزاخر بالتفاصيل، تُصورُّ هذه الرواية المؤثرة، عن بلوغ سنّ الرشد، المشاهدَ والأصوات والمناظرَ الطبيعية الغريبة والمميزة لمدينةٍ ساحليّة في شَرق إفريقيا، والولادة الرّوحيّة لصبيّ حَسّاس في سِنّ الخامسة عشر ينتمي إلى عائلة ينخرها الفقر وتعيث الرذيلة فيها الفساد. في غمار هذه المشقّة، بما فيها من عنف ويأس، يزمعُ الشاب اليافع حسّان عمر أمرهُ على الهروب.
من منظورٍ أشمل، يحلّ استقلال البلاد جالبًا معه اضطرابات جديدة علاوة على خيانة الوعد بالحرّية. وبِدافعِ الخوف من هجرة مواطنيها الأكثر قدرة وكفاءة، تُثني الحكومة الجديدة الشّباب عَن السّفر إلى الخارج، وترفضُ إعلان نتائج الامتحانات. وإذ حُرِمَ حسّان عمر مِنحته الدراسية يقرّر السّفرَ إلى نيروبي للإقامة في بيتِ خالهِ الثّري، على أمل أن يُفرِج الأخير عن نصيبِ والدتهِ الشرعيّ مِن ميراثِ العائلة.
اصطدام أسرار الماضي مع آمال المستقبل، ومزيجُ الخوف والإحباط، والجمال والوحشيّة، تَخلُقُ كلها مجتمعة حكايةً عنيفةً ومريرة ترتكزُ على قُدراتٍ إبداعيّة لا سبيلَ إلى إنكارها.
إنّ نقطة التحوّل في حياة حَسّان عُمر، ترمزُ إلى قضيّة أكبر في النهاية؛ ذلك أن مَطامِح البطل ومعضلاته تعكس كفاح العالم الثالث في إفريقيا للتخلّص مِن جِلده الاستعماري، وما لحِقَ بهِ طويلًا من فَقرٍ وحِرمان وقَمع، والسّعي إلى تأسيس هويّته الجديدة.