خادمات النزل وقصص أخرى

(0 مراجعات المستخدم)   103   0
ياسوناري كاواباتا الشركة العالمية للكتاب،
'حين تقرأ كاواباتا تجد نفسك أمام نمط جديد في الأدب مضموناً وأسلوباً: فالمضمون ينقلك إلى حدائق الأدب الياباني الذي يصوّر بيئة ومجتمعاً مختلفين تماماً عن بيئتنا ومجتمعنا الشرقي ويتحدث عن س...
حين تقرأ كاواباتا تجد نفسك أمام نمط جديد في الأدب مضموناً وأسلوباً: فالمضمون ينقلك إلى حدائق الأدب الياباني الذي يصوّر بيئة ومجتمعاً مختلفين تماماً عن بيئتنا ومجتمعنا الشرقي ويتحدث عن سلم قيم قد يعجبك أو لا يعجبك لكنك لا تستطيع أن تنكر أنه مميز وقائم، بحد ذاته، غير متأثر لا بالقيم الغربية ولا بالقيم الشرقية التي تتجاذب المجتمعات والمدنيات وتحفزها على الانضواء تحت لوائها. أما الأسلوب فمتنوع مدهش فيه مزج رائع بين ريشة الفنان، وقلم الأديب، وبطولة الرياضي، ومجهر العالم، وطاولة التشريح، وغرفة الولادة... الخ وكأن كاواباتا الشديد الملاحظة بالفطرة، يحمل آلة تصوير بالغة الدقة ومتطورة بشكل يجعله يصوّر دقائق الأمور، كافة الأمور والأشياء، التي يراها فيقدمها لنا لوحات دقيقة، كيفما تيسر له ومن دون أي مونتاج أو تنسيق: فزوجة الطبيب في الأقصوصة الأولى "أوهام بلورية" تختلط الأفكار في رأسها بالتأملات الحالية والمشاعر العفوية والذكريات البعيدة والمعلومات العامة. لتصب جميعها في خانة واحدة: طبيعة العلاقات التي تربطها بزوجها عالم الوراثة، وحرمانها من نعمة الأمومة. وفي الأقصوصة الثانية "خادمات النزل" تختلط صورة المرأة: فهي باردة تحفظ "كتاب آداب السلوك" عن ظهر قلب وهي فتاة الجايتا الجميلة التي تحفزها رغبة بيع جسدها مبكراً، وهي الفتاة القادرة القوية التي تفرض إرادتها على من حولها، وهي المومس بالفطرة التي تتلهف لإقامة علاقة مع الرجل في أي مكان وفي أي زمان لا لشيء إلا لتطفئ نار الرغبة المستعرة فيها. وفي الأقصوصة الثالثة "مدبر الجثث" تفاجئنا العلاقة الغريبة بين طالب شاب وجثة فتاة تزوجها على فراش الموت، ويبهرنا أسلوب كاواباتا الذي ينتقل من السرد القصصي إلى التحليل النفسي والنمط التجريبي إلى العقدة البوليسية... أما في "صفحة مجنونة" فيختلط الرقص بالألم والحب بالندم، والجنون بالعقل، والانفعال باللامبالاة... الخ فترانا نعيش في عالم ظاهره جنون وأعصار وباطنه أحاسيس ومشاعر مرهفة وطيبة. هكذا نجد كاواباتا يجيد عزف كافة الألحان ويكتب بنبرات أدبية مختلفة ومتعددة تتطور وتتوسع من خلال هذه الأقاصيص لتدل على عظمة نتاجه وتنوع عبقريته وغناها. ونصوص الأقاصيص الأربعة التي يحتويها هذا الكتيب كتبها كاواباتا بين سنة 1926 و1931. أي في السنوات التي سبقت البدء بطياعة ونشر "بلد الثلج" روايته الأكثر شهرة والتي تعد من روائع الأدب الياباني الحديث.

لا توجد مراجعات حول هذا الكتاب الإلكتروني.

0
0 من أصل 5 (0 مراجعات المستخدم )

إضافة مراجعة

تقييمك *

كتب ذات صلة